- abdelmoula
- 8:59 ص
- أخبار
- لاتوجد تعليقات
يروى والعهدة على الرواة انه بعد النجاح الباهر الذي حققه "باشيخ" بدوار تامسنيث ان الحاكم العام لامارة للا الرتبة امر اعضاء مجلسه بالتجند واعداد العدة من اجل تنظيم "باشيخ" بصورة غير مسبوقة .وقد التقط " وزير الثقافة والمحافظة على التراث الشعبي وفن الغيظة الجبلية واعيوع" ذلك الامر بلهفة فوجه كتابا الى "المكلفين بالامر بالمنكر والنهي عن المعروف وجمع الاتاوات" باذاعة الخبر بين الناس وحملهم على الحضور المكثف في المهرجان تماما كما اراد السيد الحاكم العام للامارة الشريفة.
المشهد العام يوم المهرجان
صور الحاكم العام من الحجم الكبير وضعت في كل مكان من مدخل سوق السبت الى مقر " الامارة".
مكبرات صوت ضخمة واغاني صاخبة ومنصة قرب مقر الامارة.
مقر المحكمة تم تزيينه بعد طلائه بصباغة متعددة الالوان وصور الحاكم العام.
عبارة السجن المركزي كتبت على باب معصرة للزيتون.
الوفود تتقاطر على المكان من كل حدب وصوب منذ الصباح الباكر وقد قدر الحضور بالالاف من مواطني بني مكة.
الغيظة والطبل والبواردية والكناوية في كل مكان.
الكاتب المكلف بالتنميقات اللغوية والتملق.... يصول ويجول وسط الجماهير عازفا على مزماره يرافقه وزير الثقافة قارعا طبله فيما اختارت "كوادالوبي"الرقص بهستيريا مفرطة على ايقاع الطبل والغيظة.
وزيرالحرب والامن الداخلي العام على راس تجريدة عسكرية تراقب الوضع عند " باب البخيل" وزيره المكلف بالقوات المسلحة والبارود والتموين والعتاد الحربي على راس فيالق عسكرية في حالة تاهب قصوى "بأفرس".
اللقطة الاولى
بجوار مقر الامارة احتشد جمهور غفير وهو يردد شعارات مناصرة للحاكم العام ..فجاة خيم صمت رهيب على المكان وماهي الا ثوان حتى خرج الحاكم من مقر الامارة مرتديا جلبابا وسلهاما في لون البياض وطربوشا احمرا يرافقه العديد من اعضاء مجلسه يتقدمهم الصدر الاعظم حاجب الفساد ممسكا مظلة كبيرة لحجب اشعة الشمس الحارقة عن محيا الحاكم.
وهكذا وعلى ايقاع الزغاريد والهتافات صعد الحاكم متبخترا الى المنصة قصد القاء خطبة الاعلان عن قيام الامارة الشريفة حيث صرخ قائلا..على قاعدة "ما لله لله وما لقيصر لقيصر" اؤكد لكم هنا والان ان"ما لله لله وما للحاكم للحاكم" وهي القاعدة الدستورية التي تنهض عليها امارتنا الشريفة..فلا تشويش ولا انتقاد ولا معارضة بعد الان... والسلام.
تصفيقات وزغاريد وهتاف بحياة الحاكم...
اؤكد لكم لا تصفيقات بعد اليوم ولا هم يحزنون..ومن دخل في" سوق راسو" فهو امن ومن لم يفعل فقد ظلم نفسه..ولقد اعذر من انذر..
ولربح المزيد من الوقت فاني انصحكم جميعا بالتوجه الى رحاب محكمتنا الشريفة لمتابعة ما ينتظر خصومنا السياسيين من احكام .
اللقطة الثانية
احتشد الجميع في مشهد درامي امام " المحكمة الشريفة للامارة "حيث عجت ساحة السوق و"البابوط" وقرب منزل "رئيس المجلس الاعلى للقضاء بالامارة" قاضي الامارة الشريفة بالناس.وهكذا وتحت تصفيقات الجمهور خرج القاضي مرتديا زيا راقيا يليق بالمقام والمناسبة يرافقه ثلاثة مستشارين (اعضاء الهيئة) وهم عارف وعليلو والبتتوح.وفي الطريق الى المحكمةاشار القاضي الى المنظمين بصوت مرتفع.."لا اريد الذهاب الى تلك البناية ..تم بنطرطاق عابالقناط..اريد محكمة بالهواء الطلق.فكان له ما اراد.
المئات من مختلف الاعمار يجسدون ادوارا في المشهد الاحتفالي (باشيخ)لكل قناعه ولكل ملابسه-ازياؤه الخاصة ولكل دوره في تناغم تام.
المعتقلون يمثلون امام هيئة المحكمة وقد وضعت الحبال (القنانب)على اطرافهم واعناقهم..
القاضي يخاطب المعتقلين..انتم متهمون بالتشويش على الحاكم وفضح ممارساته وكل خروقاته لذلك قررت المحكمة النطق بالحكم الصادر عن الحاكم العام دام له النصر والتمكين وذلك على النحو التالي..
-ادريس اقشيقش فرضت عليك التاشرة للدخول الى تراب الامارة.
-ادريس سدراتي ..الاقامة الجبرية في دوار اركيون مع الاشغال الشاقة.
-عبدالسلام عاشر..الحكم بالمؤبد مع الاشغال الشاقة (فتح مسلك دار طكوك والنقلة-ودار طكوك والمكمل).
- المختار الصغيار..الحكم بالمؤبد مع الاشغال الشاقة في مزارع النزلة مع تجريده من كل ممتلكاته.
-بجيطرو واشنيخ والزيتوني واخرون..النفي خارج الامارة مع نهب ممتلكات ذويهم شبرا شبرا.
عبد العزيز العبودي..الحكم بالاعدام شنقا مع نهب كل ثروته (40 منيارحسب الحاكم).
بسرعة قررت المحكمة تنفيذ حكم الاعدام شنقا وسط الجماهير الغفيرة..القاضي يسمح للعبودي بدقائق معدودة لقراءة الفاتحة والشهادة..لكنه استغل الحيز الزمني فخاطب الجماهير الحاضرة قائلا.."رغم اني ساعدم بعد قليل فانني اؤكد لكم جميعا وللتاريخ ان تلك المؤسسة (مشيرا الى مقر الامارة) تنبعث منها روائح الفساد وان رئيسها تجاوز حدوده بكثير..."خيم صمت رهيب لبرهة وفجأة انبعث صوت جهوري يردد "يا لطيف ويا لطيف يا لطيف بما نزل...يا مولانا يا رحمن جود علينا بالغفران"..وما هي الا دقائق معدودة حتى انخرط الكل في قراءة اللطيف بالاضافة الى شعارات من قبيل "حرية كرامة عدالة اجتماعية" "الشعب يريد اسقاط الامارة" "الموت ولا المذلة"...الخ
اللقطة الثالثة والخروج عن النص المسرحي
تطورت الامور اذن الى انتفاضة عارمة فطلب القاضي من الحاكم العام ان يسحق المنتفضين بالحديد والنار وهو ما حدا به الى أمر وزير الحرب والامن العام والمنتدب المكلف بالقوات المسلحة والبارود والتموين والعتاد بان يتدخلا لان الامر خرج عن السيطرة لكنهما رفضا رفضا باتا الانصياع لاوامر الحاكم بل اعلنا العصيان وامرا اتباعهما بالانضمام الى الجماهير المنتفضة بعدما حررت المعتقلين وحالت دون تنفيذ احكام قاسية كانت تنتظرهم.
وهو ما دفع بالحاكم العام واعضاء مجلس الامارة ومن معهم الى الفرار خارج تراب الرتبة خوفا من بطش الشعب وتم الاحتفاء بالمعتقلين المحررين على وقع الشعارات والزغاريد وطلقات البارود.فجأة سمع صوت مبحوح ينادي "هاهي الحبايب..هاهي" ساله احدهم من تكون يا استاذ .....فرد قائلا.."الشمطاء كوادالوبي..رمز العهر السياسي في بلادنا"
اقتنع الجميع بضرورة محاكمتها جماهيريا..فقال احدهم "نحكم عليها ب15 يوما بغديرة الطفيلات" وقال اخر "15 يوما في تنقية الذكر على ضفاف وادي اولاي"لكن الراي السديد هو الذي نطق به احد العقلاء ويتجلى في الحكم ب "15 يوما في اعمال الصيانة والصباغة بالوحدات المدرسية "سرغينة افوزار وتازكارت وتاسلة والعدوة" وذلك بعد التنسيق مع السيد مدير مجموعة مدارس تاينزة.
هكذا تم الاعلان عن نهاية فعاليات "باشيخ" لامارة الرتبة


ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق